شبكة قدس الإخبارية

بدون نتنياهو وعباس: قمة شرم الشيخ والإقصاء المقصود  

IMG_3805

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا تناولت فيه ما وصفته بـ”الإقصاء المقصود” لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من القمة الدولية التي ستُعقد غدًا في شرم الشيخ، بمشاركة أكثر من عشرين دولة، بهدف الإعلان رسميًا عن انتهاء الحرب في غزة وبحث ترتيبات “اليوم التالي”. 

وأشارت الصحيفة إلى أن القمة، التي يستضيفها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستناقش ملفات إعادة الإعمار والاستقرار الأمني والسياسي في قطاع غزة، دون مشاركة مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي أو قيادة السلطة الفلسطينية.

وبحسب التقرير، فإن نتنياهو لم يُدعَ إلى القمة، رغم أنها تُعقد بعد يوم واحد فقط من زيارة ترامب القصيرة إلى “إسرائيل”، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية. 

وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كان هذا الاستبعاد يمثل “إهانة دبلوماسية” لحكومة الاحتلال أم أنه في الواقع يخدم مصلحة نتنياهو السياسية، الذي يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.

توضح الصحيفة أن السيسي لا يرغب في استضافة نتنياهو في هذه المرحلة، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي ضد “إسرائيل” في مصر والعالم العربي. كما أن العديد من القادة العرب لا يريدون الظهور في صورة واحدة مع نتنياهو، لما يحمله ذلك من دلالات تطبيعية مرفوضة شعبيًا، خصوصًا بعد عامين من حرب الإبادة في غزة. 

وترى “يديعوت أحرونوت” أن هذا البعد الرمزي كان حاسمًا في قرار القاهرة، التي تدرك أن أي ظهور لنتنياهو في شرم الشيخ سيشعل انتقادات واسعة داخل مصر وخارجها.

تضيف الصحيفة أن واشنطن لم تُصرّ على دعوة نتنياهو، ما يعني أن الأولوية الأمريكية حاليًا هي ضمان نجاح القمة سياسيًا واقتصاديًا، وليس إشراك “إسرائيل” في تفاصيلها. فالإدارة الأمريكية تسعى، بحسب التقرير، إلى تشكيل تحالف دولي واسع لدعم مرحلة ما بعد الحرب في غزة، يشمل إرسال قوات استقرار متعددة الجنسيات والمساهمة في تمويل إعادة الإعمار. ومن وجهة النظر الأمريكية، فإن وجود نتنياهو على الطاولة لن يضيف شيئًا عمليًا، بل قد يثير خلافات حول “حل الدولتين” وملف المفاوضات السياسية.

وترى الصحيفة أن استبعاد نتنياهو ربما يخدمه سياسيًا في الداخل الإسرائيلي، إذ يُجنّبه مواجهة الأسئلة حول استحقاقات التسوية، ويمنحه فرصة لتقديم نفسه كمن لم يوقّع على اتفاقات تُلزم “إسرائيل” بتنازلات مستقبلية. ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن “عدم دعوة نتنياهو متعمّد وليس صدفة”، مضيفًا: “قد يكون من المريح له الغياب، لأن القمة ستنتهي بتوصيات تدعو إلى حل الدولتين واستئناف المفاوضات، وهذا آخر ما يريده الآن”.

اللافت أن مسؤولي السلطة الفلسطينية أيضًا لم تتم دعوتهم إلى القمة. فبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر إعلامية عربية، فإن القيادة الفلسطينية حاولت التواصل مع السيسي لعقد لقاء ثنائي خلال القمة، لكنها لم تتلقَّ أي رد. وفسّر المصدر ذلك بأن السلطة الفلسطينية ليست جزءًا من خطة ترامب لغزة، التي تركز على إدارة عربية–دولية للقطاع دون مشاركة مباشرة من رام الله أو حماس في المرحلة الأولى.

وتختم “يديعوت أحرونوت” بالقول إن القمة التي ستُعقد تحت اسم “قمة السلام في شرم الشيخ” تمثل خطوة أمريكية–مصرية لإطلاق مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، عنوانها “الاستقرار بعد الحرب”، لكنها في جوهرها تُدار فوق رؤوس الفلسطينيين والإسرائيليين معًا. 

وتعتبر الصحيفة أن ذلك يحمل رسائل متناقضة: فمن جهة، قد يُسهم في تثبيت وقف الحرب وجلب الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة، لكنه من جهة أخرى يُظهر أن مصير الطرفين المعنيين يُقرَّر من الخارج، ما يجعل القمة أقرب إلى “إدارة للأزمة” لا إلى “حلٍّ حقيقي للصراع”.